أراه من بعيد... شاب يافع حزين... يمضي في طريق طويل... يحفه الظلام من كل مكان... بصمت هلكان... يائس ندمان... هارب من ماض أدناه وأرداه كالجثمان...
يمضي قدما نحو الأمام... مشتت العقل والفكر والوجدان... مأسور الكيان... مواريَ الوجه... خائف حيران... لا حيلة له سوى الكتمان... استنـزف فؤاده الهديان...
لحب قديم... يشده الحنين...ينظر مليَّا في السماء... يتطلع لنور قادم من غابر الأزمان... يترقب المكان... تنـزل دمعة دافئة من عينه... تشق طريقا لها فوق خده... تعبر بصدق... عن فؤاد مرهف الحس يعلوه الحنان... يعاني الأسى والحرمان...
عبد مسكين... يتمنى لو أن هذا الليل يطول... لكي لا تبصر حزنه العيون... لو لم يكن للأنثى ميول... لما كان أبدا للدمع نزول... لو لم يكن لفصل الصيف حلول... لما كان للأزهار ذبول...
عبد مسكبن يبغـي لآلامـه أن تزول... ورجاء لحبيـب أذاقه طعم العـذاب قُبـول... يمـد له يـد الأمان... وينـقده ممـا فيـه من أسى وأحزان...
عبد مسكين... أحب من هو صعب المنال... ليس إليه أبدا من مآل... لأنه بقلب آخر مشغول البال... لا حيلة له سوى العيش في الأوهام... والإبحار في بحر الخيال... فما عاد له بقلب حبيبته مكان...
رنا من شفاعمر